المتطلبات المهارية للاختصاصيين الاجتماعيين المتعاملين مع ضحايا الأفكار المتطرفة في ضوء منظور الممارسة المهنية العامة
Article
الشباب السعودي بظروف قاسية فرضت عليهم نتيجة لما يمر به المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة من الكثير من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي من أبرز مؤشراتها التضخم السكاني، والبطالة، وعدم التناسب بين الزيادة في الدخل وزيادة غلاء المعيشة، وغياب دور الأسرة في بناء شخصية الفرد، وتضاؤل دور المدرسة وغياب القدوة، والابتعاد عن العقيدة السوية، وافتقاد الأمن الثقافي، وطغيان المادة، وثورة المعلومات، وسرعة الاتصالات والتقدم العلمي، في ضوء ضعف الخطط الأساسية للتصدي والتعامل مع كل هذا، ونتيجة لهذه الانعكاسات مجتمعة كان الأثر بشكل مباشر في اتجاهات الشباب فكرياً وسلوكياً، ووجد الشباب نفسه محاصراً بالأفكار الهدامة، ما أدى إلى عدم الشعور بالاستقرار والقلق وعدم وضوح الرؤية، وحرمانهم من تحقيق المكانة الاجتماعية في المجتمع، وإيجاد حلول لمشكلاتهم وفقدان الشعور بأهميتهم في الحياة، ما أسهم في شيوع ظاهرة التطرف الناتج عن الإحباط أو الأنسحاب، كنتيجة للشعور بالضياع، فعدم قدرة الشباب على إشباع حاجاتهم يؤدي إلى بحثهم عن أماكن أخرى لإشباعها كالانتماء إلى جماعات متطرفة، ومن ثم ممارسة سلوكيات عدائية متطرفة. فالتطرف ظاهرة عالمية والمجتمع السعودي لم يحتكر ظاهرة التطرف دون المجتمعات الأخرى، ولكنه كمثل بقية المجتمعات الأخرى يؤثر ويتأثر بما يحيط به من عوامل داخلية وخارجية وأن بروز ظاهرة التطرف فكرياً كسلوك يصدر من الشاب الذولكنه كمثل بقية المجتمعات الأخرى يؤثر ويتأثر بما يحيط به من عوامل داخلية وخارجية وأن بروز ظاهرة التطرف فكرياً كسلوك يصدر من الشاب الذي يعاني الأفكار الخاطئة والإدراك الخاطئ، ويتبنى قناعات غير منطقية. ومن هنا يجب أن نختار ونؤهل المتخصصين للتعامل مع ضحايا الأفكار المتطرفة لاستخدام الطرق السليمة والواقعية والعلمية لتنبيه المتطرفين إلى الأخطاء الفكرية التي يقعون فيها، دون صدام وتواجه مباشرة، ودون تحقير لهذه الأفكار، بل الاقتناع والحوار والولوج إلى نفسيات هؤلاء الضحايا، وتلمس أفكارهم والتعامل معهم، وذلك حتى يمكنهم تغييرها، وتبني أفكار أخرى أكثر إيجابية عن ذاتهم وعن المجتمع الذي يعيشون فيه. ويعد الاختصاصي الاجتماعي أحد أعضاء فريق العمل المتخصصين الذين تقع على عاتقهم مسئولية وضع وتنفيذ البرامج التأهيلية والعلاجية مع ضحايا الأفكار المتطرفة، لذا فإنه كي ينجح الاختصاصي في أداء دوره المهني، ويعمل على زيادة فاعلية ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية في مجال مناصحة ضحايا الأفكار المتطرفة، فإنه يحتاج إلى توافر مهارات مهنية يستطيع أن يعتمد عليها في التعامل مع ضحايا الأفكار المتطرفة، وكذلك في تقييم عائد التدخل المهني