الاستجواب الأمني / أحمد بن عبد الله السعيد.
Book
قديم وقد عارضه بعض الفقهاء وأيده البعض الآخر. وحجة المعارضين أن الاستجواب هدفه الوصول إلى اعتراف المتهم وجمع الأدلة التي تثبت الجريمة ضده. ومن ثم فهو ليس وسيلة دفاع. أما حجة الفريق المؤيد للاستجواب فتكمن في ضرورة إحاطة المتهم بالاتهام والأدلة القائمة ضده وتمكينه من تقديم طرق دفاعه لنفي التهمة وتفنيد الأدلة لإثبات براءته. والوسيلة الوحيدة إلى ذلك هي استجواب المتهم. ويشر سرور )1980م( إلى أن الاستجواب عمل إجرائي ذو طبيعة ي مزدوجة. فهو من جهة إجراء من إجراءات التحقيق وهو من ناحية أخرى من إجراءات الدفاع. لذا يُعد واجباُ على المحقق وحقاً للمتهم. ويتسم الاستجواب بحساسية خاصة، حيث يكون محل شك دائم ومستمر من زاوية الوسائل التي تستخدمها الأجهزة الأمنية في إجرائه. ومدى حجية الاعترافات الناتجة عنه. الأمر الذي يضعها دائماً تحت الأضواء والأنظار الفاحصة، لذا فإن الكثر من الدول ومن بينها المملكة العربية ي الس عودية تُولي هذا الإجراء عناية خاصة تتفق مع أهميته، من أهمها عدم تعريض المستجوب سواء كان متهمً أو مشتبهاً فيه للإكراه المادي ا أو المعنوي، وعدم جواز منع تضميد أو إسعاف المصابين بقصد إكمال التحقيقات، وعدم استجواب المتهم وهو مكبل بالقيود الحديدية ) وزارة الداخلية. بدون تاريخ. ص62(. فالاستجواب فن وعلم وله قواعد وأسس علمية وهو في الواقع صراع بين إرادتين الأولى وهي إرادة المحقق الذي يسعى قضائياً وتقنياً لاكتشاف 4 الحقيقة وإثباتها بواسطة اعتراف المتهم، والثانية هي إرادة المتهم الذي يعمل جاهداً بكافة الوسائل المتوفرة لديه لدفع التهمة عنه، ومحاولة الخروج من الموقف الذي يهدده ويعرضه للعقوبة.
- اصدارات الجامعة [641]