الوقاية من الجريمة بين الوقاية الموقفية والاجتماعية

الربدي، محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز ; طالب، أحسن بن مبارك مشرف. (2011)

330 ورقة :

أطروحة (دكتوراه)--جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كلية الدراسات العليا، قسم العلوم الاجتماعية، 2011.

ببليوجرافية : ص. 302-309.

Thesis

مشكلة الدراسة: رغم تزايد الاهتمام بعلم الوقاية من الجريمة وأهمية تطبيقاته على أرض الواقع بشكل رسميٍ وعمليٍ واحترافيٍ, في السنوات الأخيرة في مختلف المجتمعات, المتطورة منها والنامية, إلا أنه مازال هناك من يخلط بين المفهوم العلمي الصحيح للوقاية من الجريمة, والمفاهيم الأخرى, كالمواجهة والمكافحة الميدانية, و"المنع", والعلاج, والإصلاح, والتأهيل. وما زال هناك من لا يفرق بين الوقاية الموقفية, والوقاية الاجتماعية في المعالجة العلمية أولاً, وعند التطبيق الميداني ثانياً, أي تطبيق الوقاية من الجريمة بشكل إجرائي ميداني, وبناءً على ذلك تبرز إشكالية هذه الدراسة في محاولتها تقصي المفهوم العلمي للوقاية من الجريمة, بشقيها الموقفي, والاجتماعي, ومحاولة التفريق بينهما, وعلى ماذا يعتمد كل منهما في سياسته الوقائية الإجرائية التطبيقية؟ ومحاولة تطبيق ذلك على نمط إجرامي بعينه, ألا وهو نمط السرقة في المجتمع السعودي. وذلك من خلال طرح هذا السؤال الرئيسي: هل الجريمة "جرائم السرقة – نموذج –" ترتكب بدافع غياب أو ضعف الوقاية الموقفية, أم بدافع غياب أو ضعف الوقاية الاجتماعية؟ مجتمع الدراسة :1- جميع ملفات التحقيق الجنائية الخاصة بمرتكبي جرائم السرقات السعوديين الذكور المودعين بشعبة سجن الدمام. 2-العاملون في المؤسسات الإصلاحية والمحققين في الجهات الأمنية(الشرطة, وهيئة التحقيق والادعاء) بمدينة الدمام والخبر بالمنطقة الشرقية منهج الدراسة وأدواتها : استخدمت الدراسة المنهج الوصفي بأسلوبين: تحليل مضمون المحتوى, والمسح الاجتماعي،واستخدمت أداتين:استمارة لتحليل مضمون محتوى ملفات التحقيق الجنائية. والاستبيان لجمع بيانات الخاصة بآراء العاملين في المؤسسات الإصلاحية والمحققين في الجهات الأمنية. أهم النتائج : - تبين من مؤشرات بيانات ملفات التحقيق الجنائي لمرتكبي جرائم السرقات أن هناك ضعفاً في الوسائل والتدابير الوقائية الموقفية عندهم التي ساعدت على توفر وتهيئ الفرص الإجرامية المناسبة أمامهم (عديمة أو ضعيفة الحراسة, ويسهل الوصول إليها) وقدرتهم على استغلالها, دفعهم ذلك الموقف لارتكاب جرائم السرقات. - تبين من مؤشرات بيانات ملفات التحقيق الجنائي لمرتكبي جرائم السرقات أن هناك ضعفاً في الوسائل والتدابير الوقائية الاجتماعية التي أدت أو ساعدت على بروز الشخصية الإجرامية عندهم مما دفعتهم لارتكاب جرائم السرقات. - تبين بحسب وجهة نظر العاملين في المؤسسات الإصلاحية والمحققين في الجهات الأمنية, عينة الدراسة, أن هناك غياب أو ضعف بالوقاية الموقفية أدت أو ساعدت في ارتكاب جرائم السرقات في المجتمع السعودي. ومن أهم المواقف: إهمال وتفريط الضحايا لنفسهم وممتلكاتهم. وسهولة تصريف المسروقات الآمنة. وعدم وجود حراسة ومراقبة فاعلة. - تبين بحسب وجهة نظر العاملين في المؤسسات الإصلاحية والمحققين في الجهات الأمنية, عينة الدراسة, أن هناك غياباً أو ضعفاً بالوقاية الاجتماعية أدت أو ساعدت في دفع الجناة لارتكاب جرائم السرقات في المجتمع السعودي. ومن أهم العوامل: ضعف الوازع الديني.وعدم المعالجة المبكرة لبوادر الميول الانحرافية عند الجناة. وتقصير المؤسسات الاجتماعية في المعالجة الوقائية لعوامل الانحراف. - عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين آراء أفراد عينة الدراسة من العاملين في المؤسسات الإصلاحية والمحققين في الجهات الأمنية بين ضعف الوقاية الموقفية والاجتماعية التي أدت لارتكاب جرائم السرقات في المجتمع السعودي، مما يشير إلى أن جرائم السرقات في المجتمع السعودي كانت ترتكب بسبب ضعف الوقاية الموقفية والاجتماعية معاً. - وجود فروق دالة إحصائياً بين آراء أفراد عينة الدراسة من العاملين في المؤسسات الإصلاحية والمحققين في الجهات الأمنية بأهمية الوسائل والتدابير التي يعتمد عليها كل من الاتجاه الموقفي والاتجاه الاجتماعي للوقاية القبلية من جرائم السرقات في المجتمع السعودي، وكانت هذه الفروق لصالح الاتجاه الاجتماعي. أهم التوصيات: 1- ضرورة الاعتماد الرسمي للإجراءات والتدابير الوقائية الموقفية, في التطبيق الإجرائي, من قبل الأجهزة الرسمية والأهلية, وإلزام الجميع العمل بها كلاً بحسبه, حتى تقل المواقف والفرص الإجرامية المثيرة والمحفزة للجناة لاستغلالها. ومتابعة ومحاسبة من يتهاون ويقصر في ذلك.2- ضرورة اعتماد تطبيق البرامج والنماذج والمناشط الاجتماعية الوقائية, التي تهدف إلى تعزيز الشخصية(الإرادة) السوية عند الأفراد, وسبل المحافظة عليها, وتحييد وتحجيم بروز الإرادة الانحرافية في شخصياتهم, بواسطة خطط إستراتيجية تطبق فعلياً, في المدارس ومراكز الأحياء والمؤسسات الدينية والنوادي الرياضية والاجتماعية والجمعيات التعاونية وعبر وسائل الإعلام. 3- توعية وإرشاد الأفراد بضرورة معالجة(القصور الذاتي) والإهمال واللامبالاة, التي تهيئ الفرص الإجرامية للمجرمين, وذلك بالأخذ بالتدابير الوقائية القبلية والعمل بها من تلقاء أنفسهم لحماية أرواحهم وممتلكاتهم.